ربما يظن البعض أن عجلة التكنولوجيا في عالم الموبايلات قد توقفت عن الدوران، بعدما غابت أغلب الشركات الكبرى عن مجال الابتكار والأفكار المجنونة، وباستثناء الهاتف القابل للطي من سامسونج لم تخض الشركات المغامرة في إيجاد حلول لما يعيب تلك الأجهزة من صغر حجم الشاشة، ولكن يبدو أنه بالتزامن مع طرح أبل لجهازها الجديد آيفون 16، الذي رغم ما يحمله من تطويرات إلا أنه لا يزال يلعب في المنطقة الآمنة دون مغامرات، في ذلك الوقت قررت هواوي أن توجد الحل وتخرج عن المألوف أخيراً.

هاواوي كشفت عما تسميه أول هاتف ذكي ثلاثي الطي في العالم، بعد ساعات فقط من تقديم منافستها أبل لهاتف آيفون 16، في إطلاق تم توقيته بعناية يوم الثلاثاء وأثار ضجة كبيرة لشركة التكنولوجيا الصينية العملاقة.

ويأتي ابتكار هواوي بالهاتف ثلاثي الطي ليحل مشكلة الهواتف القابلة للطي والتي تتمحور حون كونها عند فتح طيتها لا يكون الجهاز لوحياً حقيقياً، وهو ما يجعله ليس مناسباً أو كافياً للأعمال لصغر حجم الشاشة التي لم تخرج عن 8 إنش، مع أبعاد ليست منطقية كجهاز لوحي لصعوبة الدمج بين أبعاد اللوحي وأبعاد الشاشة الخارجية عند الاستخدام كهاتف عادي.

ووفقاً لتقرير نشرته «CNN» فهواوي تشهد حالياً عودة مذهلة بعد إطلاق نماذج مثل Mate 60 Pro، وفي أغسطس، أبلغت هواوي عن زيادات مزدوجة في كل من الإيرادات والأرباح، رغم العقوبات الأمريكية.

طلب مسبق

المبيعات الناجحة لهاتف Mate XT، الذي حصل على أكثر من 3.7 مليون طلب مسبق منذ توفره عبر الإنترنت يوم السبت، ستكون دليلاً آخر على انتعاش الشركة المستمر، ويبدأ سعره من 2,800 دولار.

وقال ريتشارد يو، رئيس قسم المستهلكين في هواوي، في حدث الإطلاق المباشر أن الهاتف الذكي استغرق تطويره خمس سنوات، مما أدى إلى «اختراقات» في تكنولوجيا الشاشة والمفصلات.

وأضاف: «هواوي Mate XT هو أول هاتف ذكي ثلاثي الطي في العالم، وأكبر وأرق هاتف قابل للطي في العالم، نحن أول من حقق الطي الخارجي (في الهواتف الذكية) وأول من أنشأ هاتفًا يطوى للداخل بدون فجوات».

يتميز الهاتف بثلاثة لوحات يمكن طيها حتى ثلاث مرات، وفقًا ليو، يحتوي على شاشة بحجم 10.2 بوصة ويتوفر باللونين الأحمر والأسود، وبأبعاد للشاشة الداخلية طبيعية 9:16، والتي تمكن من ممارسة الأعمال بشكل طبيعي، ولا تجبر التطبيقات على تصميم خاص للأبعاد أو ضغط لمناسبة شاشات الأجهزة القابلة للطي الاعتيادية.

منافسة أبل

وجاء إطلاق المنتج صباح اليوم الثلاثاء بعد ساعات فقط من كشف المنافس أبل (AAPL) عن مجموعة من المنتجات الجديدة، بما في ذلك آيفون 16، أول هاتف ذكي مصمم خصيصًا للذكاء الاصطناعي التوليدي (AI)، والتي أطلقت عليه الشركة الأمريكية «ذكاء أبل».

وقالت أمبر ليو، مديرة الأبحاث في شركة Canalys لأبحاث السوق، إن التعافي السريع لهواوي «يتحدى مباشرة» أداء أبل في الصين، ثاني أكبر سوق لها والذي يمثل أكثر من 20% من شحناتها العالمية.

وأضافت أن هذا يأتي بعد أن هيمنت شركات الهواتف الذكية الصينية على المراكز الخمسة الأولى محليًا على أساس ربع سنوي لأول مرة على الإطلاق، مما دفع أبل إلى المركز السادس.

وقالت ليو لشبكة «CNN»: «يشير التوقيت القريب لإطلاق منتجات هواوي وأبل إلى بداية موجة تنافسية جديدة في السوق الصينية الفاخرة، ستشمل مجالات المنافسة الرئيسية المنتجات الرائدة، وقدرات البرمجيات ونشر الذكاء الاصطناعي».

وقالت أبل إن الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل ChatGPT، على آيفون 16 سيسمح للمستخدمين بإنشاء نصوص وصور باستخدام الأوامر الطبيعية، ومن غير الواضح ما إذا كان Mate XT يتضمن أي ميزات للذكاء الاصطناعي، حيث لم تكشف الشركة عن ذلك بعد.

تركيز واضح

وقال جين بارك، كبير المحللين في ممارسة الهواتف القابلة للطي في «كاونتربوينت ريسيرشز»، إن الشركة تركز بوضوح على شاشة أكبر ووقت استخدام بطارية ممتد، مضيفاً: «أعتقد أن هذه المحاولة الأخيرة يمكن أن تحدث تغييرات كبيرة في حجم الشاشة للهواتف القابلة للطي من نوع الكتاب، والتي تتراوح حاليًا من 7 بوصات إلى 8 بوصات».

ويقول المحللون إن نجاح الإطلاق سيعتمد جزئيًا على تسعير الهاتف وتوافره، حيث تعتقد أمبر ليو، مديرة الأبحاث في شركة Canalys لأبحاث السوق أن المبيعات الفعلية ستكون أقل من عدد الطلبات المسبقة لهذه الأسباب.
وارتفعت مبيعات الهواتف الذكية الرئيسية لهواوي بنسبة 72% في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وزعم صانعو السياسات الأمريكيون أن هواوي تشكل خطرًا على الأمن القومي الأمريكي، مدعين أن الحكومة الصينية يمكن أن تستخدم معدات الشركة للتجسس، وهو الأمر الذي نفته الشركة الصينية مرارًا، لكن ذلك لم يمنع بعض حلفاء أمريكا – مثل المملكة المتحدة – من تقييد دور هواوي في بناء شبكات 5G.

ومنع الحظر الأمريكي شركات مثل جوجل، من تزويد أجهزة هواوي الجديدة بخدمات جوجل في بنظام التشغيل أندرويد الخاص بها، وهي القيود التي وجهت ضربة كبيرة لطموحات الشركة الصينية في مجال الهواتف الذكية في ذلك الوقت، ومازالت تنغص تجربة تلك الهواتف الرائدة.

وتعود هواوي مرة أخرى إلى القمة. كما أنها تتجه إلى أعمال جديدة. في العام الماضي، أطلقت سيارة سيدان كهربائية لمنافسة موديل S من تسلا. ولديها طموحات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وفي وقت سابق من هذا العام، أدرجت Nvidia (NVDA) هواوي كأحد المنافسين الرئيسيين في عدد من المجالات، بما في ذلك إنتاج المعالجات التي تشغل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version