نيروبي 16 ديسمبر 2024 – ناقشت اجتماعات بين مكونات داخل الجبهة الثورية وقيادات عسكرية ومدنية بقوات الدعم السريع تشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها الأخيرة.
وقدمت الجبهة الثورية مقترحاً رسمياً إلى اجتماع قيادة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” مطلع ديسمبر الحالي، لتشكيل حكومة في المنفى، لكن أغلب مكونات التحالف عارضته.
وبحسب مصادر متعددة في تنسيقية “تقدم” والجبهة الثورية تحدثت لـ”سودان تربيون” وطلبت عدم كشف هويتها ، فإن اللقاءات التأمت بين الجانبين بمشاركة ومباركة قيادات الجبهة الثورية، ابرزها رئيس التنظيم الهادي إدريس، والطاهر حجر، وأسامة سعيد، بالإضافة إلى رئيس حركة العدل والمساواة سليمان صندل، وعضو مجلس السيادة السابق محمد الحسن التعايشي.
وقالت المصادر إن هذه المكونات دخلت رسمياً في مناقشات مع قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها.
وأكدت أن الاجتماعات عُقدت خلال الأيام الماضية، في وقت لم تبدأ اللجنة السياسية دراسة مقترح الجبهة الثورية.
وقال الخبير في القانون الدولي المحامي حاتم السنهوري، لـ«سودان تربيون»، إن إصرار بعض الجهات السياسية على تشكيل حكومة منفى تحت ظل أي من طرفي الحرب هو مؤشر على الانقسام.
وتوقع أن يسعى الداعمون لتشكيل حكومة في منطقة سيطرة أطراف الحرب إلى الحصول على الاعتراف الدولي الجهات التي تدعمهم، مؤكداً أن ذات السيناريوهات حدثت في ليبيا وغيرها.
ووصف ذلك المسعى بالخطير للغاية وفقاً لمجريات الأحداث في السودان والحرب الدائرة حالياً، مضيفاً: “هل ستحقق تلك الفكرة السلام في البلاد وتعيد الناس إلى وطنهم ومناطقهم؟”
ورأى السنهوري أن فرض حكومة وأسماء وزارية في مناطق سيطرة الأطراف، رغم عدم قبول الناس بها وفرض التعتيم على الخطوة، يضع السودان في موقف خطر.
رسائل سرية
وفي سياق متصل، أفاد مصدر داخل تنسيقية “تقدم” سودان تربيون بأن رئيس الحركة الشعبية -التيار الثوري، ياسر عرمان يعارض بشدة تشكيل حكومة في المنفى، أو حتى بالتنسيق مع الدعم السريع أو أي طرف آخر.
وأوضح أن ياسر عرمان تحدث خلال الاجتماعات الأخيرة ومع مقربين منه عن رفضه المطلق لهذه الخطوة وما تمثله من سيناريو خطير لتقسيم السودان.
وفي سياق موازٍ، قال ممثل إحدى المجموعات المهنية في تنسيقية “تقدم” لـ”سودان تربيون” إن قوات الدعم السريع حملت رسائل سرية غير رسمية لعدد من القيادات في التحالف تحثهم على تشكيل حكومة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأوضح أن الرسائل التي وصلت إلى عدد من القيادات قبل اجتماع الهيئة القيادية مطلع الشهر الجاري في عنتيبي الأوغندية لم يتم الرد عليها من تلك القيادات.
وأكد أن المكونات السياسية والمدنية والمهنيين والنقابات اتفقت على رفض مقترح الجبهة الثورية، حيث أعلنت النقابات والأحزاب والهيئات المهنية في بيانات رسمية رفضها تشكيل حكومة من أي طرف.
افتقار الشجاعة
و اعتبر الصحفي المتخصص في شؤون الحركات المسلحة، طاهر المعتصم، دعم بعض قادة الجبهة الثورية وآخرين لتكوين “حكومة منفى” هو محاولة لإضفاء الشرعية على الدعم السريع في ظل الإدانات الدولية التي تلاحق تلك القوات.
ورأى المعتصم، في حديث لـ”سودان تربيون”، أن الدعم السريع في حاجة إلى ظهير سياسي ويسعى إلى تشكيل حكومة قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير المقبل.
وأكد في الوقت نفسه أن مكونات واجتماعات “تقدم” رفضت ذلك المقترح خلال اجتماع الهيئة القيادية الأخير، مشيراً إلى أن التصريحات التي خرج بها مؤيدو المقترح، مثل أسامة سعيد وسليمان صندل، لم تكن صحيحة.
وتابع: “هذا الأمر رفضته أغلب مكونات التحالف، ومع ذلك، ومنعاً للانقسام، قامت الهيئة بتحويله إلى لجنة سياسية، ولم يملك المتحدثون من الجبهة الثورية الشجاعة للتحدث باسمهم أو مجموعاتهم عن المقترح”.
وفي اجتماع الهيئة القيادية لتنسيقية “تقدم” مطلع الشهر الجاري، دارت مناقشات ساخنة، واتفق الجميع على تحويل المقترح إلى لجنة سياسية وترك القرار النهائي لرئيس التحالف عبد الله حمدوك.
ورفضت القوى السياسية والمهنيون والمجتمع المدني ولجان المقاومة الفكرة من حيث المبدأ، بحسب مشاركين في الاجتماع الأخير في عنتيبي تحدثوا لـ«سودان تربيون».
كما أتحدثوا عن رصدهم مشادات كلامية بين رئيس حركة العدل والمساواة سليمان صندل ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير الذي يعارض الفكرة بشدة.